هل صحيح أن علماء وكالة ناسا اكتشفوا أن القمر قد انشق نصفين؟


إن مشكلة الإعجاز العلمي أننا نخاطب به غير المسلمين بالدرجة الأولى، وهؤلاء لا يمكن أن نستشهد لهم بحديث في البخاري أو بآية في القرآن، لأنهم أصلاً غير مقتنعين بالقرآن والسنة لأنهم لو اقتنعوا فإنهم ببساطة سيصبحون مسلمين.
ولذلك يجب على الباحثين في الإعجاز العلمي أن يدعموا أي مقالة أو بحث لهم بالدليل المادي الملموس، وهذا أبسط شيء يقدمه الباحث. ولذلك يا أحبتي أقول إن علماء وكالة ناسا لم يتحدثوا أبداً عن انشقاق القمر، وقصة ذلك الشخص الذي سمع من أحد رواد الفضاء أن العلماء اكتشفوا أن القمر قد انشق، لا يوجد إثبات مادي عليها.
ولكننا كمؤمنين نقتنع بأن القمر قد انشق وأن المشركين رأوا ذلك بأعينهم وقالوا هذا سحر، ولما سألوا القوافل القادمة من الشام أخبروهم بأنهم رأوا انشقاق القمر، فقالوا إن محمداً سحر الناس جميعاً وقالوا إن سحره لم يقتصر على الجزيرة العربية بل هو مستمر إلى بلاد الشام، ولذلك قال الله تعالى عن ذلك: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) [القمر: 1-2].
ولذلك فإنني كمؤمن لست بحاجة إلى وكالة ناسا ولا إلى غيرها لأقتنع بذلك، لأن مصدر المعلومات لدي هو القرآن والحديث الصحيح، ولكن أعود فأقول لابد من الدليل لنقنع به غير المسلمين. وهناك إشارة علمية ربما تكون مقنعة للبعض. وطبعاً هي إشارة وليست برهاناً علمياً.
 
إن الذي يتأمل سطح القمر يلاحظ أنه مليء بهذه الشقوق وهي طويلة جداً، ولكن هناك الكثير من هذه الشقوق غاصت في الغبار والتراب القمري، ومن المحتمل لو أن العلماء أزاحوا طبقات الغبار عنها فقد يظهر الشق الذي يدل على أن القمر قد انشق ذات يوم!
فقد كشف علماء وكالة ناسا وجود شق في القمر يبلغ طوله عدة مئات من الكيلومترات، ثم كشفوا عدداً من التشققات على سطح القمر، ولم يعرفوا حتى الآن سبب وجود هذه الشقوق، إلا أن بعض العلماء يعتقدون أنها نتيجة لتدفق بعض الحمم المنصهرة ولكن هذه وجهة نظر فقط. وهناك عدد كبير من التشققات على سطح القمر، وبعض هذه التشققات أشبه "بوصلات لحام" وكأننا أمام سطح معدني تشقق ثم التحم!! وكل ما قاله علماء وكالة ناسا حول هذه الشقوق هو: rilles are still a topic of research
ومعنى ذلك أن هذه الشقوق لا زالت قيد البحث. والحقيقة هذه الشقوق حيرت الباحثين حتى الآن ولم يجدوا لها تفسيراً. وكل النظريات التي طُرحت لا تتناسب مع طبيعة الصور الملتقطة، إذ أن الصور تبين وكأن هناك لحَّام ماهر قام بلحام سطح القمر المتمزق! هذا ما تقوله الصور.
صور لشق كبيرة في القمر، واللافت للانتباه الطريقة التي "لُحم" بها هذا الشق، ويقول العلماء إن هذه الشقوق لا مثيل لها على الأرض لأنها طويلة وغريبة بالنسبة لنا وهي تناقض النظريات التي نعرفها في الفيزياء، فما هو سر وجودها وكيف تشكلت ومتى وما هي القوانين التي تحكم هذه العملية... كلها أسئلة تنتظر من يبحث ويجيب عنها.
وفي رحلة الفضاء التي قامت بها وكالة ناسا الأمريكية التقط العلماء عدداً كبيراً من الصور لظاهرة الشقوق القمريةrilles وقد حيرت هذه الصور الباحثين في العالم لم يجدوا لها تفسيراً منطقياً أو علمياً حتى هذه اللحظة.
هذه الصورة التقطت للقمر من قبل وكالة ناسا عام 1969 من ارتفاع 14 كيلو متر عن سطح القمر، وتبين وجود شق يظهر عليه آثار "التحام" فاعتقدوا أن هناك كميات من الحمم المنصهرة تدفقت من خلاله وساهمت بتغليف هذا الشق. المرجع للصورة وكالة الفضاء الأمريكية ناسا:  http://apod.nasa.gov/apod/image/0210/rille_apollo10_big.jpg
هناك الكثير من الصور تبين وجود آثار أشبه بلحام معدني! وقد احتار الباحثون في سبب هذا الشق واقترح بعضهم أن هناك حمماً منصهرة تدفقت منذ ملايين السنين كما يحدث على الأرض، ولكن هذه الفكرة رُفضت على الفور لأن الحمم التي تتدفق على الأرض لا تشبه في شكلها هذه الحمم. فليس هناك آثار لتحطم أو انهيارات كما يحدث على الأرض. فهذا الشق ذو أطراف حادة وكأنه قُطع بشكل حاد.
يقول العلماء إن كل الاقتراحات والنظريات فشلت حتى الآن في تفسير هذه الشقوق والطريقة التي لُحمت بها. ويعتقد بعض العلماء أن هذه "اللحامات" شُكلت بواسطة الحمم المنصهرة التي تدفقت من الشقوق القمرية. ولكن هناك اختلاف عميق بين الحمم المتدفقة على سطح الأرض وبين هذه الوصلات البارزة على سطح القمر فهي ملساء وناعمة وكأنها صُنعت بشكل متقن!!!
هذه الصورة الملتقطة من قبل وكالة ناسا تذكرني بمادة "هندسة اللحام الكهربائي" التي كنا ندرسها وكنا نقوم بوصل قطعتين معدنيتين بواسطة اللحام الكهربائي، وكان شكل وصلة اللحام تشبه بدرجة كبيرة هذه الوصلة على سطح القمر، ولكن الفرق أن هذه الوصلة تمتد لمئات الكيلومترات!! بل إن إحدى الدراسات الجديدة تقترح الطبيعة الكهربائية لهذه الوصلات، لأن شكلها يشبه بدرجة كبيرة وصلات اللحام الكهربائي.
إن تدفق الحمم على سطح الأرض غالباً ما يشكل فوهة أشبه بفوهة البركان ولكن الأمر مختلف على القمر، فهذه القنوات أو الوصلات طويلة جداً وتحتفظ بعرضها وشكلها خلال المسافات الطويلة، وهذا لا نلاحظه على الأرض أبداً.
إن هذه القنوات القمرية أو الشقوق القمرية تبدو وكأنها مرسومة ومشكلة بيد ماهرة، فهي انسيابية وقاعها ممهد وأرضيتها ثابتة ولا تشبه أي تضاريس جيولوجية على سطح الأرض أو غيرها من الكواكب المعروفة.
صورة داخل الشق على عمق مئات الأمتار، ويقول العلماء إن هذه الشقوق لا تزال قيد البحث والدراسة، ولكنها محيرة ولا يوجد تفسير علمي لها حتى الآن. ونلاحظ أنه لا وجود لآثار تدفق الحمم المنصهرة من باطن القمر.
وفي تقرير نشره الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي عام 1970 يؤكد أن الطريقة التي تشكلت بها هذه الشقوق تناقض كل النظريات المألوفة!!! وأحد التفسيرات المهمة هي ما يقترحه المهندس Ralph Juergens أن هناك صدمة كهربائية عنيفة جداً، تماماً مثل ضربة البرق وذلك بسبب مؤثر فضائي مجهول (شحنات كهربائية قادمة من الفضاء الخارجي)، اقترب من القمر وأحدث فيه ما يشبه انفراغ شعاع البرق، فأحدث هذه الشقوق ثم عاد فلحمها كما يتم اللحام الكهربائي للمعادن بواسطة التيار الكهربائي.
هذه صورة لشق بطول 125 كيلو متر، وعمق 400 متر، وعرض 1500 متر. ويقول الاختصاصيون إن هذه الشقوق قد غُلِّفت بالحمم المنصهرة والتي تبردت بعد ذلك. وتظهر هذه الصورة قناة عريضة وذات انحناءات متقنة. إن شكل هذه القناة أو هذا الشق يشبه شعاع البرق!! مما يدل على وجود شيء كهربائي مثل البرق أثر على القمر، وقد يكون إشعاعاً قوياً ضرب هذا القمر فشقَّه ثم عاد فالتحم، وهذه طبعاً وجهة نظر.
وقد يقول قائل: كيف يمكن للقمر إن ينشق إلى نصفين كل نصف في جهة، ما الذي أحدث ذلك؟ ولماذا لم ينهار القمر؟ وسيقولون إن هذا لو حدث فإنه يخالف قوانين الفيزياء والجاذبية والكون. ولذلك فإن خلاصة القول: هناك معجزات لا يمكن تفسيرها على ضوء العلوم، وهي معجزات اختص الله بها أنبياءه عليهم السلام، مثل معجزة العصا التي تنقلب ثعباناً على يد سيدنا موسى عليه السلام، ومثل معجزة إحياء الموتى على يد سيدنا المسيح عليه السلام، ومثل إحضار عرش ملكة سبأ خلال أجزاء من الثانية ... فهذه المعجزات لا يمكن أن نفسرها علمياً، وهي وسيلة لاختبار إيمان المؤمن.
ونحن كمؤمنين نشهد بأن هذه المعجزات صحيحة، تماماً كما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام: (قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) [الأنبياء: 56]، مع أن إبراهيم لم يشاهد خلق السموات والأرض إلا أن العقل والمنطق يقول بأن الله هو الذي فطر وخلق هذا الكون.
إخوتي في الله! مهما يكن سبب هذه الشقوق، ومهما تكن طبيعة تشكلها، إلا أن العلماء لا يشكّون أبداً في وجودها، وهي دليل مادي على وجود انشقاق في سطح القمر، ويكفي أن نعلم أن القرآن أشار إلى ذلك بقوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) [القمر: 1]. ولا بد أن يكشف العلم هذه الحقيقة يوماً ما لتكون معجزة تشهد على صدق هذا الدين.

المصدر

جميع الحقوق محفوظة ©2013 موسوعة المعرفة | أعلن معنا | رخصة الإستخدام والنشر | خريطة الموقع | سياسة الخصوصية |