عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَام
َ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ ». متفق عليه.
في الحديث إشارة واضحة إلى مركز النوم واليقظة الذي يقع في قافية الرأس أو مؤخرة الرأس.
الإشارة العلمية في الحديث الشريف:
التشكيل الشبكي: هو الجزء المسئول عن دورة النوم والاستيقاظ في الدماغ و التشكيل الشبكي موجود في جذع المخ، وجذع الدماغ عبارة عن الجزء الخلفي من الدماغ، وهو متداخل ومتصل تركيبيا مع الحبل الشوكي، ويتكون من ثلاثة أجزاء النخاع المستطيل والجسر ( القنطرة ) والمخ المتوسط .
الوظيفة: التشكيل الشبكي عبارة عن مجموعة من شبكة معقدة من الخلايا والمحاور العصبية المتواجدة في جذع الدماغ، وهو مسئول عن تنظيم الوعي، والنوم، والاستيقاظ.
حيث يقوم بإرسال إشارات عصبية إلى القشرة الدماغية فتقوم بإيقاظ الدماغ.. لذلك إذا حدثت استثارة للتشكيل الشبكي في حالة النوم، فإن ذلك يؤدي إلى الاستيقاظ، وإذا حدث له استثارة في حالة اليقظة، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة اليقظة والانتباه، أما إذا تم تثبيطه أو حدث له تلف ما، فإن ذلك يؤدي إلى قلة اليقظة، والاستغراق في النوم.
فلما ينام الإنسان يعقد الشيطان على مؤخرة رأسه في منطقة التشكيل الشبكي المسؤلة عن النوم واليقظة في جزع الدماغ ثلاث عقد ثم يضرب عليها ويقول َعلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فبضربه على هذه العقد يثبط عملها فيبقى الإنسان نائما ولما يستيقظ يكون خبيث النفس كسلانا ولكن لما يستيقظ الإنسان ويذكر الله ويتوضأ ويصلي ركعتين تفك العقد الثلاثة بذهاب تأثير الشيطان فيصبح طيب النفس نشيطاً.
وفي النهاية أشار الحديث الشريف إلى أن الشيطان يعقد على مؤخرة رأس النائم ثلاثة عقد ثم يضرب عليها ليصده عن قيام الليل وصلاة الفجر بإنزال النعاس عليه فيستيقظ بعدها خبيث النفس كسلان، فإن هو استيقظ وذكر الله وتوضأ وصلى ركعتين أنحلت تلك العقد بإذن الله، وهذه إشارة واضحة إلى أن مركز التحكم باليقظة والنوم موجود في مؤخرة الرأس (مؤخرة الدماغ) وهذا ما أثبته العلم الحديث وهذا دليل واضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مؤيداً من الله بالوحي وانه نبي مرسل من عند من يعلم السر وأخفى.